البحث

حادثة مقتل إيليو أبو حنا تعيد تأجيج خطاب الكراهية تجاه المخيمات الفلسطينية

أثار مقتل الشاب اللبناني إيليو أبو حنا على مدخل مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت، في 26 تشرين الأول 2025، موجة واسعة من ردود الفعل الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، تخلّلها تصاعد لخطاب الكراهية والتحريض ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وقد رصد موقع "نفس" تقريراً نشر عبر صحيفة "نداء الوطن" وأعادت نشره قناة الـ mtv عبر موقعها الإلكتروني، تضمن تحريضاً واضحاً ضدّ المخيمات الفلسطينية، واللاجئين الفلسطينيين في لبنان. كما استخدم الكاتب في تقريره عبارات تثير النعرات الطائفية، وتستذكر الانقسامات والأحداث التي رافقت سنوات الحرب الأهلية التي عاشها لبنان، إضافة إلى خطاب عنصري يحمّل اللاجئين الفلسطينيين، جماعة وشعباً، مسؤولية ما جرى.

وعنون الكاتب رامي نعيم، وهو نائب رئيس تحرير "نداء الوطن" تقريره الذي نشر في 28 تشرين الأول 2025، (إيليو أبو حنا أخطأ فقُتل في "الغربية")، في استعادة لمفردات الحرب الأهلية عبر الإشارة إلى "القتل في الغربية"، عندما كانت بيروت مقسمة بين "غربية"، و"شرقية".

وأضاف نعيم في مقاله "على طريق القُدس سقط أمس الشهيد إيليو أبو حنا في لحظةِ استنفار فلسطينيّ تحسّبًا لأي موكب إسرائيليّ من مستديرة الطيونة باتجاه شاتيلا! لكن المقاومة الإسلامية في لبنان لم تزفه عمدًا فهو مسيحيّ وقد عرفته المقاومة من اسمه.

ولأن إيليو لا يعرف طريق القدس ونسيَ أن في لبنان بؤرًا أمنية لفريق ذَبحَ لبنانيين في سبعينات القرن الماضي وكُرِّم بتعزيز وجوده وبتسليحه وبإعطائه حكمًا ذاتيًا واستعماله في جرائمَ لا تُحصى ولا تُعدّ..."

وتابع "موت إيليو يجب أن يكون شرارة اقتحام المخيمات الفلسطينية وسحب السلاح غير الشرعي من قبل الجيش اللبناني وأي خطوة أقل من ذلك تُعتبر رضوخًا لإرهابيي المخيمات الفلسطينية من الشمال حتى الجنوب مرورًا بالعاصمة اللبنانية. في هذه المخيمات قتلة ومجرمون وسارقون ومغتصبون ونشالون وعملاء. في هذه المخيمات قنابل موقوتة ومشاريع حروب أهلية ومدمنون على المخدرات وتجار ممنوعات".

وعليه يؤكد "نفس" أنّ الخطاب الذي طغى على المقال يحمل مؤشرات تمييز جماعي تتعارض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان الدولية، ولا سيما تلك الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية مناهضة جميع أشكال التمييز العنصري. إضافة إلى أن تحميل جماعة بأكملها مسؤولية أفعال فردية يُعد انتهاكًا لمبدأ المساءلة الفردية الذي تقوم عليه العدالة، والتي قد تكرّس الانقسام وتضعف جهود الدولة والمجتمع في تعزيز التماسك الاجتماعي.