لا شك أن التعليم من شأنه ان يُسهم في مواجهة خطاب الكراهية والحد منه، ويعتمد ذلك على مدى الاستفادة من هذا القطاع بهدف تربية جيل مؤمن باحترام التنوّع وحقوق الإنسان، وتعزيز الحوار بين الثقافات المتنوعة وتقبل التفكير النقديّ.
فوجود مستوى عالي من التعليم داخل المجتمع من شأنه أن يساعد على تثقيف الأشخاص حول الفرق بين خطاب الكراهيّة وحق الآخر في حرية الرأي والتعبير. فإذا تعلّم الأفراد كيفيّة الفصل بين هذين الأمرين سيتمكنون من فهم تأثير كلماتهم وأفعالهم على الآخرين ومنع انتشار الخطاب المفعم بالكراهيّة.
لا ينبغي للمؤسّسات التعليميّة أن تقيّد حريّة الطلاب في التعبير، بل عليهم التشجيع على ذلك وأن تهيئ ظروفا مليئة بالاحترام والتفاهم لإعطاء الطلاب فرصة للتعبير عن آرائهم من دون اللّجوء إلى خطا الكراهيّة والابتعاد عن خطاب التحريض.
كيف يمكن مكافحة خطاب الكراهية في المناهج التعليمية؟
يمكن الحد من خطاب الكراهية على أكثر من مستوى، إذ يمكن القيام بأنشطة تساهم في تغيير الصور النمطيّة والأحكام المسبقة، ومساعي الاعتراف بالصدمات والوصمات الناتجة من العنف.
يمكن أن يساعد استعراض ومراجعة المناهج والمواد التعليمية في توعية الطلاب بأنواع التمييز المختلفة التي لا تزال موجودة في العالم اليوم، وبالآليّات التي تؤدّي إلى العنف في المجتمعات.
كذلك تأهيل المعلمين للتعامل مع المواضيع الحساسة بطريقة تربوية، والتمييز بين حرية التعبير وخطاب الكراهية، وتزويدهم بمهارات التعليم والنقاش الآمن في الصف حول قضايا الاختلاف والهوية والانتماء.
كذلك ينبغي إدماج قيم التنوع والعدالة في المنهج الدراسي عبر ادماج عدد من المفاهيم في صلب التعليم العملي وفي مقدمتها احترام الاختلاف، التسامح، المساواة بين الجنسين، التعدد الثقافي والديني.
كيف يمكن للمعلمين أن ينمّوا شعورًا بديلاً بالانتماء؟
لتهيئة بيئة تعليمية فعالة، ينبغي إيلاء الأولوية لبناء صفوف تتسم بالأمان والشمولية والتعاون، بحيث يشعر جميع الطلاب بالراحة والانتماء.
وهذا ما يُساهم في تعزيز الإحساس بالانتماء للمجتمع داخل المدرسة وخارجها، وإدماج منظور التنوع في جميع جوانب العملية التعليمية.
ومن المهم التركيز على البرامج التي تعزز تعليم المواطنة وتشجع التعاون والممارسات الشاملة والمراعية للاختلافات الثقافية إذ أنها تُعتبر أدوات فعالة في تنمية الفهم والتقبل للتنوع والمشاركة الإيجابية في مجتمع متعدد الثقافات.
ومن خلال تحليل دراسات حالة ومناقشة قضايا واقعية تمس اختلاف وجهات النظر، يمكن للطلاب تطوير مهارات إدارة التوتر والعواطف السلبية، والتعرف إلى نقاط قوتهم وضعفهم، والتعامل مع النزاعات بطريقة بناءة تعزز التفاهم والاحترام المتبادل.